إن الله عز وجل لما أخبر ملائكته الكرام وقال لهم
{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} البقرة30
فعلموا أنهم أخطأوا لأنهم لم يحسنوا رد الجواب على ربهم فطافوا حول البيت المعمور في السماء السابعة تائبين منيبين فلما أتموا سبعة أشواط قال لهم: بشرى يا ملائكتي فقد غفرت لكم اهبطوا إلى الأرض فابنوا لعبادي بيتاً فإذا أخطأوا كما أخطأتم وأذنبوا كما أذنبتم يذهبون إليه فيطوفون حوله كما طفتم فاغفر لهم كما غفرت لكم
فلما وقع آدم في الخطيئة ونزل ببلاد الهند وحواء بجدة بالأراضي الحجازية ومكث ثمانين عاماً يبكي على خطيئته حتى فتح الله له أبواب توبته فنزل جبريل وأمره أن يذهب إلى البيت ليطوف بالبيت حتى يتوب عليه رب البيت عز وجل
فجاء من بلاد الهند ماشياً حتى وصل إلى البيت وطاف حوله وقد ورد فى ذلك :
{طاف آدم عليه السلام سبعا بالبيت حين نزل ، ثم صلى تجاه باب الكعبة ركعتين ، ثم أتى الملتزم ، فقال: اللهم إنك تعلم سريرتي ، وعلانيتي ، فاقبل معذرتي، وتعلم ما في نفسي ، وما عندي فاغفر لي ذنوبي ، وتعلم حاجتي ، فأعطني سؤلي ، اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي ، ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي ، والرضا بما قضيت علي ، قال: فأوحى الله تعالى إليه: يا آدم قد دعوتني بدعوات فاستجبت لك ، ولن يدعوني بها أحد من ولدك إلا كشفت غمومه ، وهمومه ، وكففت عليه ضيعته ، ونزعت الفقر من قلبه ، وجعلت الغناء بين عينيه ، وتجرت له من وراء تجارة كل تاجر ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، وإن كان لا يريدها ، قال: فمذ طاف آدم عليه السلام كانت سنة الطواف}{1}
فمن يذهب بمال حلال ابتغاء رضاء الواحد المتعال فإنه يرجع من هناك كيوم ولدته أمه خالياً من الذنوب والعيوب بالإضافة إلى الثواب الذي لا نستطيع أن نحيط به في هذا الوقت القصير ويكفي أن نلمح إليه في قول الرجل الصالح الذي يقول :
{صلاة واحدة في جماعة في بيت الله الحرام خير وأعظم عند الله من عمر نوح في طاعة الله عز وجل} ، فقالوا له وكيف ذلك؟ قال الصلاة في البيت الحرام بمائة ألف صلاة فإذا كانت في جماعة تزيد سبعاً وعشرين مرة فتصير مليونين وسبعمائة ألف صلاة فإذا قسمناها على خمس صلوات في اليوم كان عمراً أكبر من عمر نوح عليه السلام في طاعة الله عز وجل
وليست الصلاة فقط فالتسبيحة بمائة ألف تسبيحة، والصدقة بمائة ألف والختمة للقرآن الكريم بمائة ألف ختمة وصلاة الجمعة بمائة ألف صلاة جمعة وكل عمل صالح هناك بمائة ألف عمل صالح هنا فضلاً من الله عز وجل ونعمة ، قال صلى الله عليه وسلم:
{الْحُجَّاجُ وَالْعُمَّارُ وَفْدُ اللَّهِ ، إنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ ، وَإنِ ٱسْتَغْفَرُوهُ غَفَرَ لَهُمْ وإن شفعوا شفعوا}{2}[/SIZE]
[SIZE="3"]
{1} ورد فى أخبار مكة للأزرقي، رواية عن عبد الله بن أبي سليمان مولى بني مخزوم
{2} رواه البخاري والبيهقي عن أبي هريرة، والبزار عن جابر[/SIZE]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%CE%D8%C8%20%C7%E1%C5%E1%E5%C7%E3%ED%C9_%CC6_%C7%E1%CD%CC%20%E6%DA%ED%CF%20%C7%E1%C3%D6%CD%EC&id=75&cat=3[URL="http://www.fawzyabuzeid.com/images/alnoor/pdf.png"][SIZE="5"]منقول من كتاب {الخطب الإلهامية_ج6_الحج وعيد الأضحى}
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً[/SIZE][/URL]
https://www.youtube.com/watch?v=J4kEbtBkBNc [/frame]